مقدمة مهمة
كان الصحابة يتذاكرون عهدهم قبل الاسلام بعين الحمد على ما من الله عليهم بعده وكان الائمة والمؤرخين يذكرون غزوات النبي صلى الله عليه وسلم على قوم صاروا من كبار الصحابة ولم يكن في ذلك مايعيبهم بل قد ذكروا ارتداد بعضهم بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام ثم رجوعه فلم يكن في ذكر ذلك كله اسقاطاً لهم وطعناً فيهم .. فمن باب أولى ان نتعامل مع ماحدث في هذه الجاهلية المتأخرة بنفس الاعتبار بما منّ الله علينا بعده من اخوة التوحيد التي ننعم بها الآن بفضل الله سبحانه ثم بأناس نذروا انفسهم لتحقيق ذلك والله من وراء القصد . (فكرة المقدمة منقولة من أحد المشائخ)
وضع الدولة قبل المعاهدة : في النصف الثاني من القرن الثاني عشر كانت بالكاد تسيطر على نجد فقط وبشكل متفاوت وكان امثال دهام بن دواس أمير الرياض وآل عريعر شرقاً والمكرمي أمير نجران بامكانهم ان يشكلوا خطراً حقيقاً على الدعوة النجدية ثم بدأت الامور تتغير في مستهل القرن الثالث عشر .
بداية المعاهدة :
قال ابن بشر في حوادث سنة
1201 هـ " وفيها وفد هادي بن قرمله على الشيخ عبدالعزيز (بن محمد ), وبايع على دين
الله ورسوله ,والسمع والطاعه وصدق مع المسلمين وجاهد بعربانه وبذل نفسه في نصرة
الاسلام واهله " (كتاب
عنوان المجد صفحه 146) ووصف ابن غنام الشيخ هادي بن قرمله بقوله " فجاء مرغماً لكل عدو منافق ومشرك ضال زاهق وهجرمن
كان محبا له مرافق ومن كان على الباطل مصادق " روضة الافكار والافهام ج2 ص 130
قال المستشرق مانجان " فاستقبله استقبال أحد أتباعه وقدم له الهدايا "
ونقل المؤرخ فايز البدراني قول احدهم عن هذه المعاهدة " وهذه المسيرة اول معاضدته لال سعود وشهور شأنه في جزيرة العرب ثم صار له صيت كبير (ص173 من
اخبار القبائل في نجد)
قال المستشرق مانجان " فاستقبله استقبال أحد أتباعه وقدم له الهدايا "
ونقل المؤرخ فايز البدراني قول احدهم عن هذه المعاهدة " وهذه المسيرة اول معاضدته لال سعود وشهور شأنه في جزيرة العرب ثم صار له صيت كبير (ص173 من
اخبار القبائل في نجد)
ذوده
عن الدعوة السلفية :
كانت الحجاز أكبر التحديات تجاه الدعوة السلفية ذلك لوجود الحرمين
الشريفين بها وتأثيرهما بالعالم الاسلامي اجمع فكانت الدولة العثمانية تولي الحجاز
اهتماماً خاصاً واي عداء للاشراف هو عداء للعثمانيين وليس أقل مافي الامر ان يمنع
النجديين ومن والاهم من الحج وقد يطول جداً شرح ماكان يحدث في عهدهم من البدع والضلالات ولكن يختصر هذه كله دفاعهم ولاةً وعلماء عن الشرك الأكبر الصراح ..
وكانت قوات الشريف مكونة من ابناء المدن الحجازية الكبرى وقراها وقبائل الحجاز مثل هذيل وعتيبة وسليم والبقوم وبلي وجهينة وثقيف وغيرهم كان بعضهم تحت تجييش معسكر أو تحت الانظمام القبلي المستقل تبعاً لعسكر الشريف ومثاله ذكر قبيلة البقوم وعتيبة وبني هاجر بصف الاشراف في الصراعات الحجازية النجدية بالاظافة الى
جند من خارج الحجاز من عدة دول بإيعاز من الدولة العثمانية ..
الاشراف كانوا يشنون على نجد غزوات من الحين الى الآخر لها عدة اسباب اما اول حملة لهم على الدعوة التجديدية بالذات .. فقد قال عنها الدكتور العثيمين مايلي :
( أظغط على الصورة)
وفيما يخص تأديب القبيلتين قال ابن بشر في حوادث عام 1205 " فلما انهزم اولئك واخذت اموالهم استنفروا ما
يليهم من قبائلهم وغيرهم ممن لم يحضر الوقعة وارسلوا الى سعود يدعونه للمنازلة
وانهم يريدون ان يسيروا اليه فثبت لهمو واقبلوا اليه مقرنين الابل وهو على العدوة
يقسم الغنائم فساقوها على جموع المسلمين فثبتو لهم وكان في مقدم البوادي مسلط بن
مطلق الجربا وكان قد نذر أن يجشم فرسه صيوان سعود فأراد أن يتم نذره ، فاختطفه
المسلمون وضربه رجل بمشوى قرص فطرحه عن جواده فقتل ، وانهزمت تلك البوادي .... وتركوا الابل مقرنه في الحبال ، فتبعهم
المسلمون وأخذوا جميع أموالهم من الابل والغنم والامتعه "
وكان قبلها قد ثبت هادي بن قرملة وربيع الدوسري في جيش قد انخذل أكثره في غزوة ضد بني هاجر قال (ابن غنام في عام 1204 )
فلما أشرفوا على بني هاجر سول لهم الشيطان ان يرتدوا فقتل بني هاجر من الغزو عشرين وأسروا مثلهم فلم يثبت الا هادي بن قرملة وربيع الدوسري وابن بخان ( من فرسان قحطان)
قال ابن غنام عنها في حوادث عام 1204 " فضعفت عند ذلك كثير من النفوس الشريرة وأرتد جماهير رئيس الرجبان وحويل رئيس الوداعين ومن معهما من قومهما " وقد ذكر ابن غنام ارتداد هؤلاء انفسهم عام 1202واستفزاعهم برئيس نجران ثم بايعوا بعدما خذله الله ثم نكثوا فأتاهم ابن عفيصان" فصب عليهم العذاب حتى ذلوا وهانوا فطلبوا الدخول بالاسلام فقبل منهم واشترط عليهم القدوم الى الامام فذهبوا للدرعية وبايعوا الامام على دين الله ورسوله "
وكانت قوات الشريف مكونة من ابناء المدن الحجازية الكبرى وقراها وقبائل الحجاز مثل هذيل وعتيبة وسليم والبقوم وبلي وجهينة وثقيف وغيرهم كان بعضهم تحت تجييش معسكر أو تحت الانظمام القبلي المستقل تبعاً لعسكر الشريف ومثاله ذكر قبيلة البقوم وعتيبة وبني هاجر بصف الاشراف في الصراعات الحجازية النجدية بالاظافة الى
جند من خارج الحجاز من عدة دول بإيعاز من الدولة العثمانية ..
الاشراف كانوا يشنون على نجد غزوات من الحين الى الآخر لها عدة اسباب اما اول حملة لهم على الدعوة التجديدية بالذات .. فقد قال عنها الدكتور العثيمين مايلي :
( أظغط على الصورة)
![]() | ||
|
ويكمل الدكتور فيقول ..
وكان قبلها قد ثبت هادي بن قرملة وربيع الدوسري في جيش قد انخذل أكثره في غزوة ضد بني هاجر قال (ابن غنام في عام 1204 )
فلما أشرفوا على بني هاجر سول لهم الشيطان ان يرتدوا فقتل بني هاجر من الغزو عشرين وأسروا مثلهم فلم يثبت الا هادي بن قرملة وربيع الدوسري وابن بخان ( من فرسان قحطان)
قال ابن غنام عنها في حوادث عام 1204 " فضعفت عند ذلك كثير من النفوس الشريرة وأرتد جماهير رئيس الرجبان وحويل رئيس الوداعين ومن معهما من قومهما " وقد ذكر ابن غنام ارتداد هؤلاء انفسهم عام 1202واستفزاعهم برئيس نجران ثم بايعوا بعدما خذله الله ثم نكثوا فأتاهم ابن عفيصان" فصب عليهم العذاب حتى ذلوا وهانوا فطلبوا الدخول بالاسلام فقبل منهم واشترط عليهم القدوم الى الامام فذهبوا للدرعية وبايعوا الامام على دين الله ورسوله "
وفي حوادث عام 1206 قال ابن بشر " غزا هادي بن قرملة رئيس عربان قحطان بامر عبد
العزيز بن سعود وسار معه عربان قحطان وغيرهم واغار على عربان من مطير وهم على
الحنابج الماء المعروف في عالية نجد فحصل بينهم قتال شديد فانهزم المطران واخذ
منهم ثلاثة الاف بعير" قال أوبنهايم عن هذا الهجوم " قاده ضدها شيخ قحطان , هادي بن قرملة أحد الأنصار المتحمسين للوهابيين , فقد اضطرت (مطير) إلى الخضوع للسلطة الوهابية "
وذكر ابن بشر وابن غنام بداية من عام 1208 تقريباً بدء الغزوات على القبائل والمدن الحجازية .
والجدير بالذكر ان الرد من شريف الحجاز دائماً مايتجه للشيخ هادي بن قرملة الذي كان يتمركز بقبيلته مابين الحجاز ونجد فيدل هذا على كثرة غزوات هادي ابن قرمله عليهم وعلى تأثيره رحمه الله على ميزان القوى في ذلك الوقت كما سيتبن :
في عام 1208 قال ابن غنام" غزا هادي بن قرملة رئيس قحطان ومعه محمد ابن معيقل واهل الوشم ومطير وعربان كثيرة من البدوان فصبح عربانا كثيرة من البقوم وبني هاجر .. واشتد القتال بين الفريقين ثم انتصر المسلمون "
ثم ذكر ابن بشر وابن غنام الذي كان معاصراً لتلك الاحداث هجوم الاشراف الذي كان
عام 1210 وبالتحديد ضد هادي بن قرملة ومن يتبعه من الجحادر فقد جمع الشريف العساكر
الكثيرة وولى عليها فهيد الشريف ومعه قبائل الحجاز وسار الى هادي بن قرملة
وقد قال عنها دحلان مؤرخ الاشراف " كانت في الثالث من شهر ربيع الثاني من سنة عشر
أيضا جهز مولانا الشريف غالب جيشا وأمر عليه السيد فهيد بن عبد الله بن سعيد وأمره
يقصد جماعة من اتباع ابن سعود فأناخ أوّلا بمن معه بالمبعوث فعرض عليه كثير من
القبائل ثم أناخ بالحنو فعرض عليه البقوم وقبائل كثيرة ثم أناخ بالقنصلية ثم أناخ
دون رنية فعرض عليه بنوهاجر على رأس شبنان , وقبض وهو في ذلك الموضع على ثلاثة
جواسيس أرسلهم هادي بن قرملة فقطع رؤس اثنين منهم واخبره الثالث بموضع القوم مخافة
ان يقتله فعفا عنه وارتحل واجدّ في السير بمن معه وفي اليوم الثاني وصل الى الموضع
الذي فيه هادي بن قرملة فادار عليه الرحى وأخذه أخذة الضحى وقتل من جماعته ما
يقارب المائة واﻧﻬزم من بقى من تلك الفئة "
" عشرين
رجلاً ثم انهزم ابن قرملة .. " فعند ابن غنام ان القتلى من عسكر الحجاز أكثر من قحطان
وعند دحلان القتلى من قحطان مئة وعند ابن بشر انهم ثلاثين فقط وقد ذكر ابن بشر امراً
عجيباً فبعد هذه المعركة التي اخذ فيها من قحطان كثير من الرحايل التي تقل الماء وتضرروا بما معهم من نساء واطفال قد اظناهم الظمأ وكان الوقت صيفاً فقال انهم لما
اشرفوا على الهلاك رزقهم الله بسحابة أمطرت عليهم فشربوا وارتوا. ابن بشر(ص212)
ثم ذكر ابن بشر وابن غنام بعض الغزوات غير الحاسمة لان بعضها قد فشل قد شنتها الدولة السعودية على الحجاز فمنها ماهو بقيادة الامام سعود نفسه أو محمد بن معيقل صاحب شقرا أو ربيع بن زيد الدوسري صاحب الوادي الى ان جاء الحدث الحاسم وهي ماتسمى معركة (( الجمانية )) وكان هدف الشريف فيها بادية نجد فكان له هادي بن قرملة بالمرصاد .
1210 معركة الجمانية
وهي من اعظم معارك الدولة السعودية الأولى على الاطلاق
قال بن بشر : " وفيها جمع الشريف غالب بن مساعد صاحب مكه جموعاً كثيرة من باديته وحاضرته واستعمل عليهم أميراً ناصر بن يحيى الشريف وساروا من مكه .
كتاب تاريخ نجد للشيخ حسين بن غنام
|
وعنها يقول دحلان ص 265: " في الرابع والعشرين من ذي الحجة جهز الشريف غالب
جيشاً كثيفاً أمر عليه السيد ناصر بن سليمان ، فتوجه حتى أناخ بمران وعرض عليه
كثير من القبائل ثم أنتقل إلى موضع يقال له عفيف ثم إلى موضع يقال له الشماس
وتزايد عليه العربان "
وكانت أكثر القبائل منقسمة الولاء بعضها للاشراف او للامام فكان ممن انظم لابن قرملة من الموالين للدعوة بعض من سبيع والسهول وعتيبة ومطير والعجمان والدواسر ذكرهم (ابن بشر ص 213)
قال ابن بشر " فاجتمعت تلك البوادي والجنود قرب الماء المعروف "
الجمانية " في عالية نجد عند جبل النير ثم أن نصر الشريف سار بالجموع
والعساكر العظيمة ومعهم مدافع ونزل على ماء الجمانية واجتمع عليه كثير من بوادي
الحجاز بأموالها وأهلها فالتقت الجموع على ذلك الماء المذكور واقتتلوا قتالاً
شديداً : وكثر القتلى من الفريقين ، فحمل هادي بن قرملة ومن
معه على جنود الشريف فولوا منهزمين ، فلحقتهم تلك البوادي والجنود ومنحهم الله
اكتافهم وأموالهم فقتل منهم نحو ثلاثمائة رجل وغنم منهم هادي وجموعه من الابل
والغنم والأمتعه ما لا يعد ولا يحصى وقال " وأخذوا خيمة الشريف ومدافعه "
قال ابن غنام " واشتد بينهم القتال يومين , ثم هزم الله المعتدين وقتل منهم المسملون ثلاثمائة رجل , وأخذوا مدافعهم وخيامهم ومائتي ألف من الغنم وثلاثين ألف من الإبل "
قال البدراني " وكادت المعركه ان تنجلي بدون حسم ولكن هادي بن قرمله ومن معه من
قحطان وكانوا موتورين من الشريف كما سبق حملوا على جنود الشريف فهزمومهم وقتلوا
منهم نحو ثلاث مئة وغنموا غنائم كثيرة ومدفعا وانحازت القوات الحجازيه الى مكه. (اخبار
القبائل ص184)
علماً بأن سلاح الدولة العثمانية ذلك الوقت كان لايظاهى عالمياً خصوصاً المدافع فقد وقعت الولايات المتحدة برئاسة جورج واشنطن معاهدة تدفع فيها ضريبة للعثمانيين كغيرها من الدول الاوربية بهذه السنة(1210 1795م) مقابل عدم التعرض لهم . (وثائق الأرشيف الأميركي (National Archives of the United States) باللغة التركية وترجمة النص إلى الإنكليزية (Hunter miler، Treaties of the United States، واشنطن: 1939 . 1 . 276- 317)
علماً بأن سلاح الدولة العثمانية ذلك الوقت كان لايظاهى عالمياً خصوصاً المدافع فقد وقعت الولايات المتحدة برئاسة جورج واشنطن معاهدة تدفع فيها ضريبة للعثمانيين كغيرها من الدول الاوربية بهذه السنة(1210 1795م) مقابل عدم التعرض لهم . (وثائق الأرشيف الأميركي (National Archives of the United States) باللغة التركية وترجمة النص إلى الإنكليزية (Hunter miler، Treaties of the United States، واشنطن: 1939 . 1 . 276- 317)
قال الدكتورعبدالله العثيمين " وكانت معركة الجمانية من المعارك الفاصلة بين
الاشراف والدولة السعودية الاولى ذلك انها مهدت الطريق امام القوات للتوغل في
الاراضي الحجازية وجعلت موقف الاشراف يتغير من الهجوم الى الدفاع ولعل هذا كان من
اهم الاسباب التي جعلت الشريف غالباً يطلب من الامام عبدالعزيز إرسال علماء
لمناقشة الامور الدينية " ومع هذا قال" لم ينتج عن هذا الاتصال اي تقارب او تصالح
سياسي "
وبنفس العام 1210هـ قال ابن بشر " غزا مبارك بن هادي بن
قرملة الى ناحية نجران فأغار على عربانه , فحصل قتال وطعان فانهزمت البوادي وقتل
منهم ثلاثين رجلاً , فأخذ جميع أموالهم ومن الخيل أربعة عشر فرساً وعزل الاخماس
وارسلها الى عبدالعزيز " قال فيلبي بعد غزوة مبارك جهة اليمن " وكأن الصحراء العربية تتقد حماسًا وتتوثب نشاطًا عسكريًا أرثه الوهابيون " ص 90/91
فكان الشيخ هادي ابن قرملة هو " القائد الأعلى للقوات المدافعة في ذلك الوقت " (جون فيلبي) مؤثراً على سير
الامور في تلك الحقبة الحساسة من تاريخ الدولة السعودية الأولى فقد توالت القبائل على المبايعة للامام ومنابذة اعداء
الدعوة ولله الحمد .
قال البدراني " بانتهاء العشر سنوات الأولى من هذه الفتره وبالتحديد سنة 1210هـ أكملت الدوله بسط نفوذها على جميع القبائل الواقعه فى نجد او على اطرافه باستثناء من ابتعد عن متناول القوات السعوديه مثل بعض رؤساء بنى خالد وأتباعهم الذين انحازوا للعراق ، وكذلك من انحاز الى الشام مثل بعض قبائل عنزة .
وقد تمكن الامام سعود من ظبط زمام الأمور الاحساء في هذا التاريخ وبالتأكيد مهما يكن تبقى الجهة الغربية هي المستعصية .
1212
توالت الاحداث سراعاً في عام 1212 ونأخذها متسلسة
قال ابن بشر" فيها سير الشريف غالب صاحب مكه عساكر واغار على فريق من بوادي
قحطان وهم عند عقيلان المعروف دون بيشه في ناحية الحجاز فصارت قحطان على الماء
والعساكر على ظماء فهزموهم وقتل من العسكر نحوا الخمسين"
وقد ذكر دحلان هزيمة الأشراف بمعركة عقيلان في عام 1208
وسماها بالغزية الرابعة بعد ان زعم بانتصاراتهم بالغزيات الثلاث التي قبلها على الموالين للإمام سعود ذكر
الرابعة بانها كانت على ابن نقيحان من آل روق قحطان فقال " كانت في السادس
والعشرين من ذي الحجة سنة ثمان بعد المائتين والالف وجعل تلك الغزية أيضا على من
دخلوا في طاعة ابن سعود وتبعوه على ما ابتدعه محمد بن عبد الوهاب فجمع كثيرا من
العربان من البقوم وعتيبة وغيرهم وأمرعلى هذه الغزية عثمان المضايفي فصبح جماعة ابن
قيحان بموضع يقال له عقيلان وصارت بينهم ملحمة عظيمة وحصل على عثمان هضيمة " وذلك قبل ان يفارق عثمان المضايفي الاشراف وينضم الى الدعوة .
ثم سار ربيع ومعه الدواسر وغيرهم الى بيشه والجنينه فحاصرهم حتى
بايعوه على الكتاب والسنة فاقبل الشريف فهيد بالعساكر وقطع نخيلهم وقتل منهم
رجالاً فأرغموا على طاعته ( ابن بشر ) وقيل انه عاهدهم اذا نزلوا بالامان
فغدرهم عندما جاؤوه وقتلهم وقطع من نخيلهم ونهب بلادهم وأسر منهم ( ابن غنام )
فرجعوا لولاية الأشراف وسيأتي معنا مادار حولها ودور ابن قرملة فيه .
وكان البقوم قد غزاهم الامام سعود عند تربة قبل ثلاث سنوات 1209 فقال ابن غنام انه قد قتل من كلا الطرفين عشرة رجال لكنهم قتلوا من المسلمين محمد بن غشيان قال " وكان يعد من الشجعان الابطال " (ابن غنام )
أما في هذا العام 1212 قال ابن بشر " غزا هادي بن قرملة
وأغار على البقوم في الحجاز فهزمهم وقتل منهم عدة رجال ثم بعد شهرين غزاهم فقتل
منهم قتلى واخذ كثيرا من الابل والاغنام "
وفي مصدر آخر ....
تاريخ نجد لابن غنام ص 201
|
وبعد هذه الأحداث الجسام قال ابن بشر وابن غنام والنص
للاخير " وأرسل كثير ممن حول مكة من الأعراب، ومعظمهم من قبائل العتبان ,
إلى عبدالعزيز يطلبون منه الأمان والدخول في الإسلام ، وجعلوا حمود بن ربيعان
رسولهم وسفيرهم بذلك إلى عبدالعزيز. فأجابهم عبدالعزيز إلى ما طلبوا, وجعل على كل
بيت عدة دراهم عقوبة ونكالاً " (تاريخ نجد ص202) وفي مصدر آخر ..
كتاب ابن بشر ص 239
|
ومبايعة عربان الحجاز للامام وفزع الشريف ثم هجومه على قحطان دليل على انها المصدر لهمومه ..
قال فيلبي 1212هـ : " إلا ان انشقاق قبيلة عتيبة أثار حفيظة الشريف غالب ودفعه إلى التحرك ، فما كان منه إلا أن قاد حملة بنفسه لمهاجمة هادي بن قرملة زعيم قبيلة قحطان "
قال ابن غنام " ولم
يبقى من الأعراب في تلك الجهات على ضلالهم سوى البقوم فلما علم بذلك الشريف غالب
شق عليه وأقلقه فخرج مع جيشه من مكة وقصد هادي ابن قرملة ومن معه من قحطان فألقى
في طريقه جماعة من قوم ابن قرملة كانوا عيونا له فأخذهم الشريف وهددهم حتى دلوه
على ما أراد فلم يشعر ابن قرملة إلا بغالب وجنوده عادين عليه فجرى بينهم القتال
فقتل ابن قرملة خمسة من فرسان الشريف وهزم أكثر المحاربين على الإبل فلما وجد غالب
أنه لم يدرك غايته تراجع وانفصل الجمعان"
علما بان ابن بشر اكمل ما انتهت عنده صفحات تاريخ ابن غنام فقال " وفيها وفد رؤساء البقوم اهل تربة على عبدالعزيز وبايعوه على دين الله ورسوله والسمع والطاعة "
علما بان ابن بشر اكمل ما انتهت عنده صفحات تاريخ ابن غنام فقال " وفيها وفد رؤساء البقوم اهل تربة على عبدالعزيز وبايعوه على دين الله ورسوله والسمع والطاعة "
نكمل ما جرى بين ابن قرملة و الاشراف ..
قال ابن غنام " فعمد ابن قرملة ومن معه إلى رنية وأقام الشريف غالب على ماء
القنصلية ثم أغار على رنية وحاصر من فيها من المسلمين وحاول استدراجهم
بلين الكلام ورغبهم في نقض عهودهم فلم يفز منهم بطائل فأخذ يقطع نخلهم فخرجوا إليه
واقتتلوا وقتل من الفريقين عدة رجال ثم ارتحل غالب وقصد بلد بيشة وكان له
فيها جماعة من بطانته وأتباعه من أهل الضلال فأناخ بجمعه عليها فهرب منها كثير من
الناس ونجوا بأنفسهم فاستولى عليها وأقام فيها أياما ثم أرتحل عنها وأخذ معه أناسا
قادهم في السلاسل والأغلال ونزل على قرية الخرمة وكان فيها قليل من المسلمين
فهربوا وطلبوا النجاة لأنفسهم فدخلها غالب وأشعل فيها النار .
قال فيها ابن بشر " في هذه السنة في شوال سار غالب بن مساعد شريف مكة بالعساكر العظيمة
من البادية والحاضرة وأهل مصر والمغاربة ، وسار بعدد عظيم وعدة وكيد هائل من
المدافع والآلات ، وتوجه إلى بلد رنيه ونازل أهلها وحاصرها ودمر فيها نخيلا وزرعاً
ووقع بينه وبين أهلها قتال شديد قتل فيه من عسكر غالب عدة قتلى وأقام محاصرها
عشرون يوماً . ثم ارتحل منها وقصد بلد بيشة ونازل أهلها وحصل بينهم قتال ، وكان له
في البلد بطانه فمالوا معه فظفر بها ودخلوا في طاعته وأقام عليها أياماً ، وكان
قبل حصاره بلد رنيه وبيشة قد أغار على قبائل من قحطان ، وأخذ عليهم إبلاً كثيرة
وأمتعة وقتل منهم عدة قتلى "
فبعد هذا كله قال ابن بشر " وقد أعجب بنفسه والله غالب أمرة "
" ثم أرسل عبدالعزيز (الامام ابن محمد بن سعود ) إلى هادي بن قرملة ومن لديه من قبائل قحطان ، وربيِّع بن زيد أمير الوادي ومن معه من الدواسر وغيرهم ، وأمر أيضاً على قبائل من أخلاط البوادي وجيشاً من الحضر ، وأمرهم أن يجتمعوا ويكونوا في وجه الشريف ، فقوى الله عزائمهم وساروا إليه حتى داهموه في منزله في الخرمه المذكورة ولم يقفوا دون خيامه ، وألقى الله الرعب في عساكر الشريف وانهزموا لا يلوي أحد على أحد ، وتركوا خيامهم ومحلهم وجميع أموالهم ، وتبعتهم تلك العربان في ساقتهم يقتلون ويغنمون ، فمن وقف منهم للقتال قتل ومن أنهزم أدرك فقتل ، ومن فايت فبين ناج وهالك ظمأ وضياعا فكانت واقعة عظيمة ومقتلة كبيرة , فكانت عدة القتلى على ما ذكره من أرخ هذه الوقعة ألف رجل ومايتان وعشرون رجلا منهم الشريف مسعود بن يحي بن بركات وابن أخيه هزاع وعبد الملك بن بثنة وسلطان بن حازم وحسن إلياس وغيرهم من الأكابر وعدة القتلى من قريش أربعون رجلا ومع قريش من عتيبة رجال ومن ثقيف ثمانون رجلا وقتل من العسكر ما ينوف على الأربعمائة ومن المصارية مائتين ومن المغاربة ثمانون وفقد من العبيد قتلا وسبيا مائة وخمسون عبدا وأخذوا جميع الذخائر والخيام والمتاع وقد ذكر لي بعض من ضبط القتلى إنهم ألفان وأربعمائة قال مؤرخهم ذلك وأما النقد فمختلف فيه فمنهم من يقول إن في خزاين غالب ثمانية عشر ألف مشخص وكان قصده أن يفرقها صبيحة ذلك اليوم على العسكر وغنموا جميع ما في المضرب من الأموال وأخذوا سلاحا كثيرا وأيضا ما كان من الأثاث والأمتعة التي أخذوها قبل ذلك من قحطان وغيرهم وانصرف الشريف وشريد قومه مكسور ولم تقم له بعد هذه الوقعة العظمى قائمة ولم يلبث الشريف بعدها أن صالح عبدالعزيز وبايعه وأذن لهم في الحج . وقد أنشد في هذه الوقعة شعراً كثيراً ولكن ليس على اللفظ العربي[ عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الأول للمؤرخ ابن بشر ]
وذكر منها مثال البيت المشهور
الأشراف لانوا عقب ماهم بقاسين >< والشق مايرفاه خمسة عشر باع
حتى مؤرخ الاشراف خصها بتاريخه بـ " الوقعة العظمى "
وعند ابن غنام ..
وكانت هذه الابيات مصدر الخلط عند البعض بين هذه المعركة ومعركة أخرى كانت لقحطان ضدالاشراف وسبيع وغيرهم وهي لمحمد ابن قرملة (ابن هادي) وكانت بعد هذه المعركة باكثر من عشرين سنة تقريباً .. وهي مشهورة (بمعركة تين) قدمت فيها الهواجر لنصرة ابن قرملة فانتصروا ..
واورد ابن بسام في كتابه تحفة المشتاق عن عام 1212
" وفيها غزا الشريف غالب بن مساعد بجنود كثيرة من الحاضرة وصبح عربان
قحطان والدواسر على القنصلية وشيخ قحطان اذ ذاك هادي بن قرملة وشيخ الدواسر ربيع بن
زيد فحصل بينهم قتال شديد يشيب من هوله الولدان فصارت الهزيمة على الشريف غالب وقتل
من اتباع الشريف غالب نحو الف رجل وقتل من الأشراف في هذه الوقعة نيف واربعين شريفا
وغنموا قحطان والدواسر من الشريف واتباعه غنائم كثيرة ولم يلبث الشريف بعد هذه الوقعة
الا قليل حتى صالح الأمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود واذن لأهل نجد بالحج "
وفي كتاب الدرعية قاعدة الدولة السعودية ..
وفي كتاب الدرعية قاعدة الدولة السعودية ..
أحداث عام 1212 استمع للشيخ عبدالرحمن الحجي الذي تربطة صله بتلك الجهات وقد أخذ من رواتها بسند قوي ممن حضروا تلك الوقائع وربطها بما في تاريخ ابن غنام .. استمع من الدقيقة 23 والنصف ولمدة عشر دقائق .
في عام 1213 عند ابن بشر ان الدواسر وقحطان حاربوا بلد بيشة واستولوا على قراها صلحاً وعنوة الى ان بايعوا على التوحيد فجعل الامام سالم بن شكبان أميراً عليهم .
ثم احتفل الناس بحجهم أخيراً ..
ابن بشر ص 255
|
وفي عام 1217 ذكر ابن بشر ان الصلح انتقض بين الشريف والامام ففارق الشريف وزيره عثمان المضايفي ووفد على الامام وبايعه وارسل معه كثير من الحاضرة والبادية من بيشه ورنيه وتربة وقال " و سار هادي بن قرملة ومعه جيش من قحطان "ثم فتحوا الطائف بلا قتال بعد ان هرب الشريف غالب الى مكة .
وبعد هذا التاريخ ولمدة عشر سنوات كان الشيخ هادي بن قرملة يواصل غزواته حتى وصل حضرموت ينشر التوحيد ويهدم مشاهد الشرك ويساوي القبورمع ان مقر القبيلة القوي في نجد قال ان ابن بشر عندما تكلم عن العهد الآمن للامام سعود "واذا أمر على قبيلة من قبائل بوادي نجد العظام كمطير وعنزة وقحطان وغيرهم وهم في اقصى الشمال يرحلون وينزلون في الجنوب او الشرق او الغرب لم يمكنهم مخالفته "
وفي عام 1223 أتجه لعمان وقابل سلطانها وأخذ منه مبالغ وهجن اقرارا بالصلح مع الامام سعود بن عبدالعزيز . ذكره مانجان ص323
الى ان شارك رحمه الله في صد العدوان التركي المصري بمعركة وادي
الصفراء واستشهد بها ..
معركة ( وادي الصفراء ) 1226
ص 321
|
" فسير العساكر المذكورة برا وبحرا فسير عساكر في السفن واستولى على
بندر ينبع ثم سير ابنه أحمد طوسون بالعسكر الكثيف مع البر فاجتمعت العساكر البرية
والبحرية فكانت العساكر التي استقلت من مصر من الترك وأهل المغرب نحو أربعة عشر
ألف مقاتل أو يزيدون ومعهم من الخيل عدد كثير . فلما اجتمع العساكر في الينبع هرب
منه رئيسه جابر بن جبارة وقصد المسلمين ..
قال الدكتور عبدالله العثيمين
قال الشاعر واصفاً تلبد الاجواء بالغباروالدخان
يوم المدافع بالعجل يحدنا
والشمس غابت والقمر ما شيف
قال ابن بشر " والذي حرر لنا أن القتلى من الترك أكثر من أربعة اّلاف رجل وقتل من المسلمين من جميع النواحي نحو ستمائة رجل " ذكر من مشاهيرهم غير الأمير مقرن ابن سعود ستة اشخاص ثلاثة منهم من زعماء قحطان رئيسها هادي بن قرملة وشيخ عبيدة ابن كدم وراشد بن شبعان الهاجري أخ أمير بني هاجر محمد بن سالم وبقية الثلاثة هم برغش بن بدر الشبيبي ومانع أبو وحير العجمي الفارس المشهور وسعد بن ابراهيم ابن دغيثر وهو من وجهاء الرياض.
وكان اسم الشيخ هادي بن قرملة بالذات رحمه الله دائماً مايذكر في تلك المعركة ففي مصدر آخر ذكر الأمير والشيخ هادي بن قرملة فقط ..
![]() |
الدرعية قاعدة الدولة السعودية الأولى ص87 |
بل في مصدر آخر ذكر وحده ففي تاريخ ابن ضويان رحمه الله قال: قتل من الترك ثلاثة آلاف ومن المسلمين ثلاثمائة من أعيانهم هادي بن قرمله أمير قحطان "
قال الدكتور عبدالله العثيمين عن قادة الدولة السعودية الأولى من غير
أسرة الامام " كانت لهم ريادة في الغزوات ومد الحكم السعودي وتثبيته " وقال " كان لهم أثر كبير
في تاريخ الدولة السعودية الأولى "
فذكر " هادي بن قرملة : زعيم قبيلة قحطان . وفد إلى الدرعية سنة 1201هـ وبايع قادتها فصدق معهم . وأبلى بلاء حسناً في المهمات التي كلفوه بها , وبخاصة في المعارك مع قوات أشراف مكة ..
وبذلك ننتهي من سيرة بطل مجاهد من قادة الدولة السعودية الأولى دولة التوحيد وليس مجرد زعيم لقبيلة عريقة كقحطان ولايستغرب من ان يذكر هذا المجاهد في مناهج التعليم لكن العجب ان تقوم حياة هؤلاء السلف على التوحيد حرباً وسلماً ونجد من دعاة اليوم من يزهد فيه حتى تعلماً وتعليماً .. والحمد لله وكفى .